بحث هذه المدونة الإلكترونية

آلام الأضلاع والصدر

أحمد حسن عبد الكريم – يوم العرض- supplyday


السؤال

أنا شاب أمضيت من العمر 25 عاماً، منذ أكثر من شهرين وأنا أعاني من آلام في منطقة الصدر بالتحديد من جهة الفص والأضلاع في الجهة اليمنى واليسرى من الصدر, الألم يأتيني بشكل متواصل بعض الأحيان، وأحياناً متقطع، ويزيد الألم إذا جلست على جهاز الكمبيوتر بوضعية معينة، وتحركت بعدها أشعر بالألم ووخزات في بعض الأحيان، كنت أتناول أقراص البنادول المسكن، وأرى أن الألم يخف ويعاود بعد برهة من الزمن.
صار عندي هوس في كل صغيرة وكبيرة، أبحث على صفحات الويب عن كل الآلام التي تحصل لي، وأراجع موقعكم هذا باستمرار للاطمئنان مما أشكو, وقبل نحو 4 أشهر أصابني وجع في صدري من الجهة اليسرى لمدة 5 أيام، ذهبت بعدها لطبيب أخصائي الباطنية، والقلب، وقام بفحص الضغط عندي، وعمل لي تخطيطًا للقلب، وقال بأني سليم، وأكد لي ذلك بتصوير صدري بجهاز "الالتراساوند"، وأكد لي سلامتي، وقال بأن حالتي نفسية تبينت من دقات قلبي المتسارعة عند الفحص.
قال لي أيضًا ربما يكون عندي شد في عضلة الصدر، أو من النفخ، وكنت قبل عانيت كثيرًا من الانتفاخ، والإسهال، والإمساك، وكثرة الغازات، ومن حموضة المعدة "الحزاز"، وكنت أخشى من القولون العصبي، وكنت أتابع صفحات الويب عن القولون بشكل كبير، ونفسيتي مرهقة، حتى نصحني البعض بشرب الماء الدافئ كثيرًا قبل الأكل، وعلى الريق، وأصبحت أتناول الماء بكثرة حتى خفت حدة الأعراض من إمساك وإسهال وانتفاخ، حتى أتتني الآلام في صدري، فقررت الذهاب للطبيب بعد التردد في كل مرة، فأنا أخشى الذهاب للأطباء، وعمل الفحوصات لدي "فوبيا" من هذا الشيء منذ الصغر، حتى أني أخشى أطباء الأسنان.
ذهبت لطبيب (استشاري أمراض الروماتيزم، والتهابات المفاصل، والعظام، والعمود الفقري)، وسردت له ما أعاني، وسألني بعض الأسئلة المعروفة لكل طبيب، وهل هناك أحد من عائلتي يعاني الروماتيزم؟
علمًا أن شقيقتي منذ صغرها عانت من مرض "الذئبة الحمراء"، وسألني: هل تعاني من تقرحات في الفم؟ قلت له: نعم، قال لي: هل تعاني من نفس تقرحات الفم عند الخصيتين؟ قلت له: لا، قال لي لديك أعراض تشبه مرض "بهجت"؟ ولكن بقي أنه ليس عندك تقرحات على الخصيتين، وبعدها سألني: هل عانيت من رقبتك؟ قلت له: نعم، قبل نحو 7 أشهر شعرت بألم شديد في رقبتي لأيام لا أستطيع النوم، حتى أن يدي اليسرى كانت تصاب بالخدران "التنميل".
في النهاية قال لي الطبيب: كل مشكلتك هي رقبتك، فهي تتصل مع الكتفين، وحتى الصدر، وعمل لي فحصًا بالمطرقة على مناطق الأعصاب، وتبين من عدم ردة الفعل أن الألم منذ فترة وأنا أعاني منه، وقال لي: عليك باتباع بعض وسائل الراحة من وضعية الجلوس الصحيحة على الحاسوب، ومن تغيير الوسادة "الطرية" إلى وسادة صلبة بعض الشيء يتراوح سمكها من 8 -10سم، وكتب لي دوائين (مضادًا حيويًا مسكنًا يسمى عندنا "toleran" حبتين يوميًا بعد الأكل، ودواءً للمعدة للتخفيف من الحموضة يسمى "mepral"، وطلب مني فحصاً للدم مع صور الأشعة لمنطقة الصدر إن أحببت؛ لأني أخشى الفحوصات، وطلب مني مراجعته بعد أربعة أيام.
تناولت الدواء، وشعرت بتحسن مع خفة حدة الألم، وراجعت الطبيب بالأمس، وقال لي: بعد الفحص هناك بعض التحسن، وطلب الاستمرار في الدواء لأسبوعين، وأن أعمل فحصًا للدم وصورًا إن ساءت الأمور، وأن أراجعه بعدها.
ومنذ أيام قليلة أشعر فوق عيني اليمنى في الجبهة بنبضات سريعة لثوان، وتعاود الكرة مرات عديدة في اليوم، مع حركة أصبعي الإبهام الأيمن لا إرادياً.
أرجو من فضيلتكم تطميني على صحتي بعد سردي لقصتي بشكل مطول؛ لأني عندما أحادث شخصًا أشعر بالراحة! فالألم ما زال يراودني في كل يوم.

الإجابــة

أولاً: بالنسبة للتقرحات في الفم، فهي شائعة جدًا عند الناس الأصحاء، وتختلف من بلد إلى آخر إلا أنه يقدر بين 4-25% من الناس عندهم تقرحات في الفم، ومرض بهجت من الأمراض التي يمكن أن تسبب هذه التقرحات؛ ولذا لا يمكن أن نبني تشخيص بهجت فقط على وجود هذه التقرحات.
أما بالنسبة للآلام فهي واضحة أنها من عضلات الصدر، وهذه الآلام يمكن أن تحدث نتيجة شد العضلات وعضلات الصدر تتأثر كثيرًا بالقلق والتوتر، وواضح أن القلق قد أثر عليك كثيرًا، ومن ناحية أخرى فإن كانت هذه الآلام تترافق مع الشعور بالانتفاخ في البطن، فيكون السبب هو الغازات في البطن، أما إن كانت الآلام تأتي في نفس الأوقات التي يكون هناك آلام في عضلات الرقبة نتيجة وضعية خاطئة، فيكون السبب هو الوضعية الخاطئة، وكذلك إن كانت الآلام تحصل عندما يكون هناك الشعور بالحموضة والارتجاع فيكون هو السبب.
وقد أكد لك الأطباء أن القلب ليس هو السبب في هذه الآلام، وهذا هو المهم إلا أن القلق عندك والوسوسة جعلت الأمر يؤدي إلى استمرار هذا الألم بسبب التوتر.
لذا عليك الانتباه إلى ما يرافق هذه الآلام لكي تتعرف إلى سبب الآلام، ومن ناحية أخرى فكما أوصاك الطبيب فيجب أن تكون جلستك صحية، وإن كان الارتجاع بشكل مستمر فيجب تناول الأدوية المضادة للحموضة قبل الأكل مرة، أو مرتين مثل: pariet أو losec، وعليك بممارسة تمارين الاسترخاء فهي تساعدك -إن شاء الله- كثيرًا على التخلص من القلق.

د. محمد حمودة – موقع إسلام ويب

ليست هناك تعليقات:

مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

يتم التشغيل بواسطة Blogger.